استضاف معهدُ هنري جاكسون، في مقرِّه بالعاصمة البريطانية "لندن"، حوارًا مع معالي الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ د.محمد العيسى .
وجرى خلال اللقاء المُوسَّع التأكيدُ على أنّ رسالةَ الإسلام تدعو للحوار، وتؤكد على مركزيّة التفاهم والتعايش؛ لتحقيق السلام والوئام بين الأمم والشعوب، وتحديدًا "بين مختلف المكوِّنات في كافّة دول التنوع".
منوّهًا فضيلتُه بالمكوِّن الإسلامي البريطاني، واحترامه للقوانين، ودعمه للتماسُك المجتمعي، ومشاركته الإيجابية الفاعلة والملموسة في بلده "المملكة المتحدة"، تشهد بذلك التقارير المُوثَّقة لدى رابطة العالم الإسلامي، وكذا مَنِ التقينا بهم من كبار مسؤولي المملكة المتحدة.
مُوضِّحًا بأن المُكوِّن الإسلامي البريطاني يُعتبَر ضمن الأربع الدول الأكثر عدًدا (أوروبيًّا)، والأول -في الآونة الأخيرة- في الدُّول الغربيَّة ذات الأقلية المسلمة، وذلك بحسب "عدد" و"مستوى" المشاركة في مؤسسات الدولة العليا.
وتطرّق الحوارُ إلى أهمية دور الأسرة "الواعية"، والتعليم "الفعال"، والإعلام "المسؤول"، في تعزيز الوعي، وتحصين الفكر، ومكافحة المفاهيم السّلبية الخاطئة والمتطرفة.
كما أشاد معاليه بمضامين محاضرتَيْ الملك تشارلز حول: "الإسلام والغرب"، و"الإسلام والبيئة"، مُشيرًا إلى أنّ جلالَتَه استضافه في قصر باكنغهام في لقاء ثنائي، ونقل له تحيات وتثمين علماء العالم الإسلامي ومفكّريه، المنضوين تحت مظلة #رابطة_العالم_الإسلامي، لحديث جلالته الضافي حولَ هذين الموضوعين، ومشاعره المُحَايدة والصادقة تجاه الإسلام.
جاءَ ذلك من جلالته، في ظلّ الحملات الظالمة والشرسة من قِبَل التطرُّف الفكريّ الكاره للإسلام، وذلك في سياقِ ظرفٍ زمنيٍّ تتصاعد فيه وتيرة الإسلاموفوبيا.
وقال فضيلتُه بأنَّ الإسلامَ يُمثِّلُه اعتدالُه، الذي يتحدّث عنه من خلال مؤسساته الرسمية الكبرى؛ فرابطة العالم الإسلامي تتحدَّث باسم الشعوب الإسلامية، وصدَرَ عنها أهمُّ وثيقةٍ إسلاميةٍ مُعاصِرةٍ، وهي "وثيقة مكة المكرمة"، التي أمضاها أكثر من 1200 مفتٍ وعالم (جرت إحاطة الحضور بمختصرٍ لبنودها، والتوجيه بتوزيع نُسَخٍ منها، والتي اعتبرها مسلمو بريطانيا في مؤتمرهم المنعقد بلندن في مارس 2023 أشبه بالوثيقة الدستورية الدينية الملهمة والموجهة لهم، بوصفها مُعَبِّرةً عن إجماع علماء الأمة برابطة العالم الإسلامي، وصادرةً من رحاب مكة المكرمة بجوار الكعبة المشرفة).
وأضاف فضيلتُه: كما يتحدث عن الإسلام -من جانبٍ دول العالم الإسلامي- منظمةُ التعاون الإسلامي.
وفي نهاية اللقاء، أجاب فضيلتُه على عددٍ من الأسئلة ذات الصِّلة بمهام الرّابطة حولَ العالَم.